من انا ؟ المعماري


أمســـــية وحــــــــــوارposter event - High Res

 أمسيتنا زمانها .. ســـاعتان

ساعه نطرح فيها اسئلة وأفكـــــار ..ساعه نبحث عن إجابه من خلال حوار ..

ليست أمسية الفرد … ولكننا نريدها جماعية العزف للرحلة ..

إنها رحلة شارك فيها عشرات كنت بالأمس واحداً منهم .. وأصبحت فى وسطهم عشت معها ومعهم أربعين سنه من الممارسات ، ونعرضها معهم ومعكم فى ستين دقيقـــــــــــــة .

عشت معها ومعهم أربعين سنة من الممارسات نعرضهم معهم ومعكم فى ستين دقيقه .

فكل كلمه فيها لها مدلول … وكل صورة تحمل رسالة … وكل نغم يعبر عن أحساس …

أمســـيه كانت بدعوة كريمه أو تكليف من د.سيد التونى مقرر لجنة العمارة ، بالمجلس الأعلى للثقافة ، لم نملك إلا قبولها أو تلبيتها ، ولكننا لم نحضر لكم لنتبادل اطراف حديث عن ..

خيالات وأحلام …. ونظريات وابداعات .

ولكن أمسيتنا للحوار حول منهجية ممارسات ، حوار حول السؤال فى ذاته وبحث عن اجابة…

أمســـيه نرجو أن تكون مختلفة فى بنيتها ، هي في حقيقتها كما نراها ونعيشها هى قضيتنا مع العمارة… بل هى العمارة فى ذاتها ، نبحث ونسأل … نجيب ونمارس …

رحلة بدأت قبلنا ومستمرة بعدنا ….

ومازال السؤال مطروح .. لم نركن إلى جواب أو نهرب إلى كهف نستكين فيه هروباُ أوعجزاً .

أمســـيه نستعيد فيها مع أنفسنا ذاكرة كل من شارك الرحلة ..

لن نقف عن محطات ابدعيه بعينها أو نسترسل فى وصف منتج معماري وعمراني بذاته ..

بل سنحاول أن لا نقدم الرحلــة .. ولكن نهدف أن نقدم قاطرة الرحله ..

سنرى فيها نجاحات وانتكاسات .. نهدف أن نتواصل معاً حـــول

                                 المســار .. والمسـافر .. والقطــــار

بهذا المفهوم وضعنا حدود الحوار وصورة الأمسية

نخاطب الوجــــــــــــدان … بالنغمـات

         والخيــــــــــــــال … بالصــور

        والعقــــــــــــــــل … بالكلمات

وفي خلفية الخطاب .. المنتج الابداعي المعماري

وفي مقدمتـــــــــــه .. المسار والقطار إلى هذه المحطات الابداعية

                                من أنــــا نسأل ونحاول معاً أن نجيب

* مقتطفات من قصيدة لمحمود درويش …

من أنا ؟  المعماري … بل من نحن ؟

سؤالنا رغم صعوبته ، يتسابق البعض منا للاجابة بحماس وثقة .. وآخرون يهربون من السؤال والاجابه … ولكننا فى الكلمات والجدل والحوار .. فى الاختلاف والاتفاق ….

قد لا نجد اجابة أو لا نملك الاجابة أو نهرب من الاجابة …ومن السؤال .

سمعنا وقرأنا وصدقنا .. أن العمارة أم الفنون

                              والمعماري يد الله على الارض

ولكننا رصدنا بعدهــا .. أن الممارسة المهنية للعمارة مقصورة على الحرفية الابداعية للبناء ..

بالرغم أن .. الطير يبنى بيته

               النمل يبنى بيتـه

              العنكبوت ينسج بيتـه

              النحل يشكل من ذاته بيتــه

             حتى القوارض والزواحف .. وسائر المخلوقات يبنون ..

ويبقى الانسان معتقداً أنه المعمارى “البنــــاء” الأوحد

لأنه يبنى بأرداته ، أما سائر المخلوقات تبنى بفطرتها …

قصـــــور أم غـــــــــــرور …. أم الاثنين معاً

يقول عمنا صلاح جاهين ..

أنســــان أيا انسان ما أجهــــــــــلك

ما أتفهــــــك فى الكون وما أضألك

شمس وقمر وصدوم وملايين نجوم

وفاكرها يا موهوم مخلوقــــــــة لك

عجبى …..  حقاً عجبي فالعمارة فكر وموقف  متعددة الآليات

نعم  نسأل من أنا ؟ ولا نسأل عن الأنــا…نيــة

ولكن نســـأل عن الكل فى أنا .. لأن أنا من الكل

أنا هنـــا… تعادل نحن … فالكل فى واحـــد حول الفكرة والعمارة …

أما مجرد السؤال عن الأنا…نية  نذير بنهايه الكل وغياب العمارة …

عندما يذوب الكل فى واحد …يصبح الكل واحد

عندها تختفى الأنا…نيـة بسلبياتها .. وتعلو أنــــا  الايجابية

                                     بهذا الموقف أمتلكنا …أمسنا

                            ولكن لايمكن تغيير ما قدمناه أو التنــــــكر له

                         بهذا الموقف نمتلك يومنا وفيه مسئوليتنا عن التغيير

                  وإن لم نملك اليوم … فقد لانملك الغــــــــــــــد … لا وقت للغــد

* مقتطفات من قصيدة لمحمود درويش …

أسقط   أعلو  أهبط   أغُمى ويُغمى علي …

رحم الله محمود درويش يسأل من أنا ؟ وهو من هو الشـــاعر الثائر ..

سمعنا نغمات على أوتار .. وكلمات فى أشعار حملت الرساله والرحلة فى أربعين ثانية ، رسم درويش صورة الرسالة والرحلة جمع المعنى والحالة والاحساس والنتيجة ، ومعه قدمنا صورة أو موقف أو حالة من رحلة الأربعين سنة ..

بعض من كل كان ومازال … هى تنويعات لرحلتنا مع العمارة وبــ العمارة …

                                  بالكلمه والصورة

                                 والدراسه والبحث .. والتوثيق والنشر

                                 فى ندوات ومعارض

                                 وقبل ذلك وبعده فى تصميمات ومخططات في عمارة وعمران

                                 منتج بتنويعاته يجمعه  التفكـــــــــير …

                                                          والتطــــــــبيق …

هذا هو نهجنا وممارستنا العمارة كما نفهمها في استخلاف المعماري فى الأرض …

فيقيناً لكى أكون أنا أو نحن …. المعماري ، لابد أن :

            أسمع … أرى … أقرأ… أتعلم .. .أفهم … أدرك ………..

قبل أن : أتكلم … أصور … أكتب …أرسم … أو أصمم وأخطط … أو أبنى …

هذه مواقفنا …ثوابت لابد منها .. فالمعمارى هو أنـــا المثقف الثأر … المسئول عن التغيير والأنتقال بالمجتمع لحياه أفضل ،

محافظاً على التاريخ والتراث وتنقيتـه ..

 متطلعاً إلى المستقبل وتنميتـه…

نجحنا أحياناً … ولكننا دائماً على النهج

فشـلنا أحياناً … لم تفترق بنا السبل … ولم نخرج عن الصراط

نجحنا … لأننا تغلبنا على المحددات والمعوقات وقوى الظلمات فخرجنا بأبداعياتنا إلى النور …

فشــلنا … لآن موجة الطوفان وقوى الشر غلبتنا ولكننا لم نغرق ، ولم نهرب إلى كهف …

            بل أرتفعنا إلى الجبل نبني سفينه النجاه لنبدأ مع كل النجاح أوالفشل من جديد في ذات المسار والرحلة .

تلك هى رحلة معماري مع الكل … شاركت فيها الآخرين … وشارك معي فيها الآخرون

أجتمعنا حــــــول أن العمارة والعمران هى رساله الانســان مع تتابع العصور والموروث

قــــــــد يتبدل الظاهر … ويبقى الجوهر … وتستمر الرحلة مع أستمرارية المجتمع والكل

مزيج متفاعل مكانياً وزمانياً بين الانسان وأبداعته والطبيعه وأمكاناتها ، والتعبير المادى الناتج أو المنتج لهنا التفاعل هى العمارة . هنا تبقى العمارة ويتحقق الأستخلاف فى الأرض ، وبهذه الرؤية فالعمارة فكرة مجرده تحمل صفه الديمومه لمطلق غائب حاضر ……

فالعمارة والعمران هما السبب والمصـــدر

والمنتج الابداعى بتنويعاته هو النتيجــــــة

وبين السبب والنتيجة تتشكل المنظومة المقننة لوجود المجتمع ، بل هى ضمان هذا الوجود .

وأختيارنا كما أرتضيناه … في محورين هما قاطرة الرحـــلة

                                                  وبوصلة المســـار

                                                 ومنهجية المســافر

  • التفكيـــر من خلال البحث والمنهج الاستقرائي والتحليلي لواقع أو مشكلة بعينها أو وضعية أنسانيه بذاتها .
  • التطـبيق من خلال أبداعات مادية ملموسة بالكيفية الممكنة والمتاحة والمتوافقة بصورتها للمشكلة وحلولها .

وما بين التفكير والتطبيق تتعدد المجالات ..

1

العمـــــــــــارة من خلال المنظومات .. عمارة مبنى منفرد أو مجموعه مبانى أو فراع عمرانى أو عنصر تشكيلى أو كلمه مقرؤه أو صورة مرأيه … لتلبيه أحتياجات أنسانية .

2

عمران أفضل من خلال التطوير والتنمية  والأرتقاء ..

                           تطويرتجمعات عمرانية جديدة

                           وتنمية تجمعات قائمة فى أطـــار تحقيق وضعية أفضل للمجتمع

                           والارتقاء بتلك التجمعات التاريخية التى تحمل موروث عمراني

3

أستقراء الزمــــــان صياغه معاصرة للموروث .. من خلال فهم وادراك لتراث السلف وحضارتهم وتطويرالمواقع والمناطق الأثريه والتراثية والتاريخية .

ومن خلال تلك المجالات وتفريعاتها نخرج بها ومعها بقدراتنا الابداعية نتواصل مع القيم المطلقة نعزف بها ومن خلالها متناغمين مع كان ، لنفتح الباب لمما ممكن ان يكون…

تواصل بين العمــارة والتـــراث فى الزمــان والمكان

  • العمارة من خلال المنظومات

                     لتلبيه أحتياجات أنسانية حادثة أو مستحدثة

هنا نعتقد على المعماري ونحن معه ومنه ، التواصل مع النسق الاساسي الذى يشكل المكان فى الزمان ، فالعمليه الابداعية كما نفهما ونمارسها فى تشكيل أى تعبير معمارى على أختلاف أنساقه ومستوياته وتنويعاته المادية ، عمليه فى عموميتها ميلاد عنصر أو عناصر متناغمة ومترابطة سواء فى تشكيلات بنائية وفراغية معينة أو منتجات أبداعية مرئية أو مقرؤة أو مسموعة، كل هذا واكثر ميلاد غير محسوم أو نهائى ؛ فهذا الفصل المادى لايعني الميلاد النهائى ولكنها بداية جديدة لميلاد مع حركة الزمان .

ومـــع هذا التحديد المنهجى والفكري لفلسفتنا فى مجال عمليه عمارة مبنى أو عنصر محدود بذاته يحدد مسار المتتابعة سيمفونية فى أربع حركات ..

  • الخيــال .. حلم الفرد أو الجماعة .
  • التجريد .. تاويل الحلم وترجمته إلى رؤية محسوسة يتفاعل من عندها الخيال مع الواقع .
  • القـانون .. أكتشاف القانون العام وبلورة المنظومة الأساسية له لتشكيل المنتج المادى وترتيب أنساقه المتناغمة .
  • التصميم .. تشكيل الفكرة المجردة تبعاً للمنظومة المقننة لابداع الوجود المادى في مكان وزمان .

وهنـــا .. تتبلور الخيالات المطلقه والتجريدات الحسيه حسب النسق المقنن إلى وجود مادى حادث…. ونتتبع ذلك المسار الابدعى فكراُ وتطبيقاً فى منتج بعينه .

ولكن ليس مايهمنا منه

  • أسمه … وهو معروف مسكن لأسرة بحرينيه
  • مكانـه .. وهو واقع فى مدينه الرفاع فى قلب جزيرة البحرين
  • زمانه .. وهو حادث فى تسعينات القرن الماضى

بقدر ما يهمنا فيـــــه

  • منهجيه الفكرة ….
  • الكشف عن الحلم والقانون ….
  • واقعيه المسار والتطبيق…

وتبدأ الرحلـــــــــــــــة والمســــار

  • من محطه الخيال مع حلم أسرة تنتمي إلى الطبقه المتوسطه الجديدة في المجتمع البحرينى بكل تطلعاتها الماديه والطبقيه النابعه من ثقافه العصر ، بكل أحلامها وإنتمائاتها بموروثها الثقافى العربى ….. وبكل متطلباتها الحياتيه .

 إنه حلم بالمأوى الذى يجسد معنى المسكن فى الاطار الاجتماعي والثقافي

TWC-2015-FromStart-End_Page_14

* بيت ايراهيم بشمي …

  • دور المعماري فهم هذا الحلم ومعايشة أهله ، وترجمته إلى واقع ينطلق من البيئه المكانيه والنزعه الانتمائيه للموروث وللعصر.

                 هنا نشكل الرؤيــــــــــــــــه مع هذه التنويعات الوجدانية والمادية والحياتية

  • يتواصل المساربدافع من قاطرته الفكرية فى البحث عن الوسيلة العقلانية لنقل الحلم والرؤيه إلى الواقع المادي ….. (المنظومة الهندسية – القانون المنظم )

أستقراء العلاقات الهندسية للمكان والكشف عن نقطه ميلاد للمقامات المعماريه فى داخله لبناء تلك المنظومه والتى أتخذ المعمارى فيها المقامات المعماريه الرباعيه أختياراً لعمارة هذا المسكن

* صور تتابع بناء المنظومة مع مقتطفات من تقاسيم على العود لرياض السنباطي …

  • أستقراء الثوابث الحرفيه للبناء وأعتماداً على المقامات لمنظمه لهذا الابداع يمكن التعبير التصميمى للحلم كامل الملامح محدد التشكيل والفراغ فى حدود المكان تتشكل الكتله فى الحوار مع الخارج …. وتتناغم الفراغات فى الداخل …..

* تنويعات مع صور لبيت ايراهيم بشمي …

حــــــــــــوار بين بنيوية الكتلة ومتتالية الفراغ

                بين الظاهر الصامت في بيئته .. والباطن الكامن في انسانيته

وما بين الاثنين تعيش الاسرة بحلمها وواقعها تتشكل معـــــه

كما كانت هى السابقة لتشكيله نرسم معه صورة مغايرة للمسكن بعد أن أستقرت به ومعه مغايرة لما سبق من خيالات أو واقع مفروض عليها .

عمارة من خلال المنظومات…نسق عرفناه..وعرفه السلف .

* ملامح من كتاب مدرسة السلطان حسن …

مارسناه وكشفنا عنه فى الموروث وكتبنا عنه وقدمناه للآخرين

نظمنا حوله برنامج صيفى لشباب المعماريين من الطلبة

شاركنا به فى بنيانى فينيسيا

واليوم نقدمه .. من خلال امسيتنا مرة أخرى وجديدة

قانون ونسق أرتضيناه نهجاً للمسار والرحله

فكان قـاطرة الرحلــــة .. وزاد المسافر إلى المحطة المستهدفة

  • تحقيق أطار عمرانى أفضل للمكان

        من خلال التنميه والتطوير والارتقاء لمجتمعات قائمة أو تاريخية أو جديدة

العمران ضد الخلاء … فالعمران مادته الاجتماع البشرى وصورته الدولة …

هو حجر الزاوية عند ابن خلدون ونظريته العمرانية ، مرجعيتنا هنا .

هو ذلك التوازن بين الدولة والمجتمع ، بين الرعى والراعيه .

هذا التوازن الذي يضمن الاستمرارية الحضارية المتطورة للمجتمع .. والدوله .. والعمران .

هكذا يعنى العمران التاريخ والسياســـــة والانتاج

                      الجغرافيا والبيئه والاستيطان

                      البنـــــــــاء والانشاء والتقنية

نراه مرتبطاً بماضى الانسان وتطلعه نحو الكمال أو سقوطه وتخلفه ، إنه تجريد وتجسيد لصراعات المجتمع وذاكرته ودورته الحضاريه يرتبط بتراث المجتمع وحضارته …

يرتبط بتراث المجتمع وحضارته …بأصوله وحداثته ، ويعتمد على ابعاد ثلاثة …

  • الانسان .. هو محور الوجود وقيام العلاقات الحياتية وإطارة المجتمع .5
  • المـكان .. هو محور العمل وضمان بقــــــاء الوجود  وإطارة الدولــة .
  • الزمان .. هو محور التغيير والاستمرارية فى الحياه أو الفناء  وإطارة العلاقة التبادلية  بين المجتمع والدولة .

وهذا هو الميزان لتطور العمـران واستمراريته …

                                      أو تخلفه وانهياره

أو تدهوره بين البقاء …والفناء

تحدد تلك المبادئ منهجيتنا ومسارنا الفكري لتحقيق الاطار العمراني الافضل للانسان والمجتمع وذلك من خلال سواء التفكير أو التطبيق ..

  • الارتقاء واحياء التجمعات العمرانية التاريخية والتراثية في أطار تنموي للمجتمعات القائمه واستقراء الانساق العمرانية لتابع حلقات نموها أو تدهورها .. فى هذا الحراك .

    • تنميه المجتمعات العمرانيه القائمه وما تعانيه من تدهور ومشاكل لبلورة برامج تنموية بمشاركه مجتمعيه متوافقه ومتوازنه ، وفى محاور متكامله مع بعضها البعض وهى العداله ….المشاركه ….الاستدامه

وهو ما نظر له ابن خالدون فى الميزان بين الدوله والمجتمع …

  • تطوير تجمعات عمرانية جديدة أو مستحدثة متطلعة إلى استيطان جديد أو أعاده توطين مجتمع قائم بكل ما يحمله من إرث وموروث هى طاقته الكامنه للحياه والاستمرارية والتطور دون أن تتحول ممارسة الدوله الى تهجير …. بل فى اطار واعي وعادل للتنمية الشامله وبعدها الاجتماعي والاقتصادي …..

ومـــع هذا التحديد المنهجى والفكري لفلسفتنا فى مجال تحقيق الاطار العمراني الأفضل للانسان والمجتمع يتحدد مسار المتتابعة فى منتج بعينه هناك فى أقصى الجنوب على حدود الوطن فى شلاتين …. مجتمع بدوى ….صحراوى ….هامشى أو مهمش …

وقد حدد ابن خلدون : أن البداوة أصل للمدن والحضر وسابق عليهما .. فخشونة البداوة قبل رقة الحضارة ، لهذا نجد التمدن غايه البدوى يجرى اليها وينتهي بسعيه عندها .

* صورة ابن خلدون و كتاب النظرية العمرانية …

شلاتين … هنا الانسان والمجتمع فى حركة وترحال داخل الحيز المكاني …والمجال البيئي الممكن ، يأخذ من الرعى والتجارة والصيد أساس معيشي ، وتتشكل حولها سلوكياته وعادته وثقافته وتراثه ، وفوق كل ذلك وبعده عمران مستقراته البدوية أو تلك شبه الحضرية .

* تنويعات مع صور لشلاتين …

شلاتين … نموذج مختلف خاص بالتحولات العمرانيه …. وهى إن كانت آنيا تضم النسقين البدوي والحضري معاً متجاورين غير متداخلين لا يشكلان كيان عمراني واحد ، ولكن يبقى الغالب مستقرات بدوية متباعدة لا يجمعها الجوار ولكن توحدها الهوية والبنية القبلية وأعتمد الهيكل البنيوى فى رؤيتنا للمجتمع مابين .. توطين وأستيطان .

  • الاول يرتبط بنمط اجتماعي واقتصادي قائم يعتمد على الترحال وتجمعه العصبية .
  • الثانى يرتبط بنمط أقتصادي مستحدث ومهاجر يعتمد على برامج التنميه الاقليمية .

ومن الأثنين يتشكل نسيج المجتمع الجديد ، ويحتم المسار الفكري المحوري فى التحولات المجتمعية التقارب بين الاثنين فى تطور مندمج ومرحلي يسمح بالتحول الاجتماعي وبآلياته الذاتية الداخلية للمجتمع بنفسه…..

* صور تتابع بناء المحطط الهيكلي والتفصيلي لشلاتين مع مقتطفات من موسيقى حمزة الدين  …

هكذا كان لعمران شلاتين وتحولاته من البداوة إلى الحضر ، ما بين التوطين والاستيطان لتكون شلاتين مدينة جديدة ، ولمخططها الهيكلي التنموى مجوران اجتماعيان يتصل كلا منهما بقاعده النشاط والتنيمة الاقتصادية المتوافق مع البيئة الاجتماعية ويفصل بينهما مرحلياً منطقه فاصله ويجمعها مركز اداري متوحدان حوله يكون الفاعل فى التحول والاندماج الذاتى تدريجياً حتى يرتبطان ، بل يذوبان فى قطب عمراني واحد ممتد هو كيان المدينة الجديدة حول مركزها ومرتبط بتنمية سواحل المدينة .

وهنــــا مع الزمان تولد المدينة بفعل أرادي من الدولة والمجتمع فى توازن بين :

 تلقائية النمو والتحول من بداوة إلى حضر …… فى أطار مخطط له …

وهومسار التنمية واطارها الفكرى ، وهنا كان المخطط وبرامجه وتصميماته التنفيذية . ويأتى مشروع توطين بدو شلاتين وتحولهم المجتمعي من البداوة إلى الحضر ، ترجمة لحل تلك المعادلة ، تتقاسم المسئولية الدولة مع المجتمع ومؤسساته المحلية من خلال نسق أساسى “البناء بالمشاركه” ، الذى يعطى حلاً للتوازن التنموى لتلك المجتمعات الرُحل فى بناء عمراني مستقر متجاوباً مع الامكانات المادية والظروف الاقتصادية وتجاوبها مع المتطلبات الفنية والمعمارية والتفاعل البيئى والموروث الثقافى …..

قد يندرج هذا تحت “عمارة الفقر ” سواء كان فقر مادى بالمجتمع أو فقر فى أمكانات المكان ذاته فالفقر هنا فكر ثقافه ، وليس شده احتياج مادي أو وضع اقتصادى فقط ، وإنما هو وضع اجتماعي ومكاني …. أى الاحتياج للآخـــــــر .

إنها حالة تصيب الاقتصاد والمجتمع ….

                   العقـــــــل والخيـال ….

           وحتى الطبيعـة والبيئــــــة ….

الفقر بهذا المعنى يفرزمجتمع تابع غير منتج او مبدع ، مجتمع فقير وعمران وعمارة فقيرة إنها متتاليـة تؤدى إلى فكر متخلف …

وخيال متجمد …

وانسان ومجتمع خامل مستهلك ….

وهنا تكمن أشكالية واهمية الحراك الفكرى من خلال عمارة وعمران المكان .

أما نبدع ونشارك بحثاًعن الميزان …

          أو نمـــــوت أستهلاكاً وفقراً بالمعنى الفكري …

                        أو أســـــــــتبداداً بالمعنى السياسى …

                        أو فوضويــــــاً بالمعنى المجتمعي …

وفى هذا الاطار هنا في تطوير شلاتين كانت صياغه تلك الرواسي على كل المستويات العمرانية من شمولية المخطط إلى تفصيلية وحده الجوار ووحده السكن ، مشاركة جماعية مع مؤسسات الدولة كنا فيها الوسيط لهذا التوازن عمراناً وعمارة .. مع الموروث والتجديد ، خرجنا عن المألوف ، ولم نحيد عن مسار الفكر كما أخترناه ….

  • استقراء الزمان وصياغه معاصرة للموروث

           من خلال تطوير المناطق والمواقع التراثيه والتاريخيهTWC-2015-FromStart-End_Page_39

هنا يخاطب المعمارى زمانه من خلال ابداعياته مسجلاً محطات معلناً وجوده وتحديه لما بعد الحاضر ، لزمان لم يحدث بعد .. وتلك تصبح ميراث لاجيال لم تولد بعد ، وتبقى مسئوليه كل جيل كيف يكتسب ميراثه من جديد ، كما قال غاندي أنت لاتستحق ميراثك إلا اذا كسبته من جديد.

وهنا فى هذا المسار تتمثل مسئوليتنا فى استقراء أنساق عمارة المكان القائم به تلك الموروثات التى هى ميراث جيل ننتمى اليه . استقراء تحليلي وأحياناً نقدي لاكتشاف المنظومات التى يتشكل منها العنصر أو المجموع ليعطى لهذا الموروث الموجود وجوده وبقاءة ….. وبالتالى قيمته . وعلينا بعدها صياغة عمارة ذات المكان أو مجاله ومحيطه العمراني من خلال تلك المنظومات ..

ولكننا نخرج بالقدرة الابداعيه للتواصل ألحاننا الآنية فى تناغم مع ما كان لنفتح الباب لما ممكن أن يكون …. تواصل متجدد بين العمـــــــــارة والتراث .

وعموماً يقدم الموقع التاريخي أو الأثري صورة لميلاد منتج ابداعي يمثل أمكانات وطاقات كامنة أختزنها على طول الزمان ليكون حادث دائماً فى تلك القراءة المتجددة ، ومن هذه الرؤيه للواقع التاريخي بكل ما يحمله تنطلق وتبدأ فكرة التطوير وحماية هذا الموروث واكتسابه من جديد في صورته المطلقة المتمثلة أحيانـاً فى التنــاقض الظاهر أو التفــاعل الباطن ….

ومعه نتجه إلى أن نعيد المكان إلى ذاته وهى روح الشخصية وحضارتها ….

وهكذا … تعتمد رؤيه تطوير المناطق والمواقع التراثي والتاريخي على  فهم واع وأدراك كامل لمكنونات شاءت الظروف بفعل الزمان والانسان  معاً ان تتطمس بعض ملامحها وينسى بعضها الاخر أو يندثر .. وتتأكد الرؤيه وقانونها من خلال عمارة العناصر المستحدثه أو الاحتياجات الجديده الحادثه .. وتتفاعل تلك المضافة إلى الموقع فى تداخلها وأنسجامها مع القيمة الظاهرة للمكان دون أن تطغى عليه ، بل تكون مقدمة أو أفتتاحية لتلك السيمفونية الباطنة …بل وأمتداد ظاهر جديد لها حتى لا ينفصل التاريخ عن الحاضر ، بل يكون له دور فى تنمية المجتمع والارتقاء الحضري بما يشعه فى المجال العمراني المباشر والاطار الاجتماعي المتفاعل معه

ومـــع هذا التحديد المنهجى والفكري لفلسفتنا فى مجال استقراء الزمان وصياغه معاصرة للموروث من خلال تطوير المناطق والمواقع التراثيه والتاريخيه يتحدد مسار المتتابعة فى منتج بعينه … هنا فى نقطة من قبل الزمان ولكنها فى قلب المكان  منطقة هضبه أهرامات الجيزة .

ولا يمكن فهم موروث عمران مصر وعمارتها بغير أدراك تاريخها وجغرافيتها .. زمانها ومكانها ، هو البحث في ديناميكيه هذا الموروث متعدد الطبقات يصل الحاضر بالماضى واللاحق بالسابق ويحدد أفاق المستقبل …. هذا هو مدخلنا فى استقراء منطقة هضبه أهرامات الجيزة والتى أرتبطت مكانياً بمنف عاصمه مصر … وقد تكون فى رأينا السابقة وليست لاحقة ، سابقه لعصر الاسرات وتوحيد القطرين وقيام الدولة . ويبقى أن نعى هذا المعنى ….وتبقى الاهرامات وعاصمة الدولة المركزية هنا عند نهايه الوادى وبداية الدلتا عند مفترق ما بين الجغرافيا والتاريخ .. محطه تجمع الاثنين فى علاقه سببيه وجدليه فى المكان والزمان ، بين ..

  • أنغلاق .. في وادي ضيق ينحدر من الجنوب .. محصور ومحكوم ، يحمل معه النيل شريان الحياة يتزاوج في مسار واديه بإرادة الانسان تتوالد معها الحضارة .
  • انطلاق .. إلى دلتا متسعة مفتوحة منبسطة تعلن نهاية رحلة النهر ، وتحمل للعالم معنى وقيمة الحضارة .

كان عمران مصر تعبير عن علاقه وجود ما بين عطاء الطبيعة وأبداعات الانسان فى الوجود…

فإذا كانت مصر هبه النيل جغرافياً فمصر هبه المصريين حضارياً كما أعلن جمال حمدان . نعم عرف المصرى القديم أن إيقاعات النهر وفيضانه السنوى .. وشروق الشمس وغروبها هما الظاهرتان المنظمتان لإيقاعات الحياة وجودالانسان في المكان ، فكان هذان هما الدافع والمحرك لابداع التقويم والمنظم لهذا التقويم تنتظم به حياة المجتمع والدولة اقتصادياً واجتماعياً ….

      فكان أمتداد مسـار النهر بامتداد الوادي … مواضع لمقاييس النيل لرصد حركته وفيضانه .

      وكان على هضاب شــــــــــرق الوادى … مواضع للمراصد الفلكية ….

      وتكاملت المنظومة المعرفية  بقيام الاهرامات فى الغرب من الوادى

                 لتشكل فى مجموعها ثورة علميه فى الحضارة القديمة ….والأقدم …

                 ولم تتاكد ماهية تلك المنظومة المعرفية .. بعد

                 لم نعى حقيقة الاهرامات وعبقري وجودهــا

ومن المؤكد والراسخ أن لتلك المعالم المعمارية مدلولاتها المعرفية والحضارية عند المصري القديم في زمانها ولكنها للأسف لم تصل إلينا أو نصل نحن في يومنا وزماننا فقد أعتمدنا على فرضية أو نتائج الظاهر وأغفلنا باطن الأمور والزمان فتاهت عنا الحقيقه أو تهنا نحن عنها ….

وأكتفينا بفرضية أن تلك الشواهد المعرفية بقدسيتها هى جبانة العاصمة …

ومازالت حقيقتها مجهولة …

وعلينا أستقراءها من جديد لأستكمال اكتشافها … مع فرضيتنا الأساسيه حول تاريخها وماهيتها…. وانها قد تكون من حضارة سابقة عرفها أنسان هذا المكان قبل الطوفان .

ومن خلال هذا الأستقراء الأفتراضي وتتبعه نجتهد في فهم هذه المعرفة وحقيقة الأهرامات ، لنتواصل معها .. ونتمكن من الدخول اليوم لصياغة معاصرة لهذا الموروث متناغمين مه لنقدمه لأجيال معاصرة وقادمة بالصورة التي كانت او التي يجب أن تبقى . حقاً قد أغفلنا كمعماريين قراءة تلك المنظومة واستيعاب مكنوناتها ، وتبقى الفرضيات محل التدقيق لتبيان الحقيقة ،  ولتتفاعل مع الطاقة الكامنة وراءها … هكذا أعتمدت منهجية تطوير منطقة أهرامات الجيزةعلى محاوله أكتشاف المنظومة الهندسية التى تشكلت بها تلك المنظومة المعرفية ونقلها من تجريد المطلق إلى واقع مادي يحقق الغاية منه ….

* متتابعة بناء المنظومة الهندسية التاريخية مع مقتطفات من موسيقى توماني دياتي من قبائل الطوارق ” الامازيق ” …

ومع استقراء الأستدلالات الباقية نرسم المنظومة الهندسية لتلك الشبكه المعرفيه …

ونخص منها أربع نقاط ..

  • الأولــى  من الجنوب البعيد عند شلالات فى أسوان وأرتباطها ببداية رحلة النيل فى الوادى .
  • الثانيــة  إلى الشرق القريب عند شروق الشمس من خلف هضبه المقطم ومراصدها الفلكية .
  • الثالثــة مع الشمال عند عمران الانسان للصحراء فى ” أون ” مدينة المعارف والعلوم .
  • الرابعة فى غرب الوادى عند نهايته على محور الخلود عند صخرة ميزتها الطبيعية وتولد عنها المنظومة لعمارة المكان فشكله المصرى تجسيداً لهذا المعنى ورمزيته .

وهنـــــــا تكتمل المنظومة ..

وهنـــــــا تتجه رحله النهر الى نهايتها لتجدد سنوياً ..

وهنـــــــا تمتد الظلال لحركه الشمس فى مرحلتها يومياً ..

إن أكتشاف تلك المنظومة هو البداية لتحقيق الرؤية لتطوير المنطقة ومجالها العمرانى اليوم  لنتمكن من الصياغة الآنية للمحيط المكانى لنقل العناصر الدخيلة على المكان وتاريخه وحقيقة موروثه المرفي والتاريخي ، وكذلك من خلال إضافة عناصر مستحدثه تلبى أحتياجات لم تكن ضمن هذا الموروث وفرضتها اللحظة والاستعمالات الحالية .

 إن دراسة الوضع الراهن للمنطقه الاثريه وموروثها ، ولاسيما الاستعمالات والانشطة المحيطة بالهضبه وكذلك الاستعمالات داخل الهضبه .

هكذا كانت …. وهكذا أمست .. وعلينا استقراء زمانها وصياغه معاصرة لميراثنا ليصبح ..

* تنويعات مع صور الوضع الراهن للمنطقة ةمحيطها العمراني …

وتشكلت الرؤيه وترجمتها على الأرض …

* صور تتابع بناء المحطط العام والتفصيلي لتطوير منطقة هضبة الأهرامات الأثرية …

وفى أطار المحددات الحادثة والمتطلبات الراهنة ، وأعتمد المخطط على القراءة المكانية فى ثلاث نطاقات ناتجه عن الدراسات واستقراء الزمان ..

  • النطاق الأساسى واســـتقراء الزمان
  • نطاق المجال الآثرى كمنطقه عازلة
  • نطاق المنطقه الأنتقاليـــــــــــــــــــة

ومن هذه المنهجيه والدراسات بتنويعاتها وما أنتهينا إليه من استقراء الزمان ومنظومة المكان نرسم مخطط التطوير وعمارة عناصره على النحو التالى …..

  • الدخول إلى المنطقة الأثرية ومركز للزوار فى نطاق المنطقة الأنتقالية .
  • والوصول إلى المعالم الأثرية من خلال شبكة حركة صديقه للبيت من نطاق المنطقه العازلة .
  • حماية المجموعات الأثريه والمزارات التراثيه في النطاق الاساسي ، وهى مخصصة للمشاه واعاده تقديم تلك المنطقة من الهضبه بالصورة التاريخيه والحضاريه المترجمة للمنظومه المعرفيه لها .
  • أطلالات مصرية بانورامية فى ثلاث مواضع يرى من خلالها الزائرون من زوايا محدده المجموعه الاثريه وعلاقاتها المكانيه والخارجيه واستقراء المنظومة الهندسية الشامله بين الهضبة والمراصد فى الشرق ، ومدينه أون فى الشمال ، ومحور الخلود والمنظومة والمتتابعة للأهرامات للغرب من الوادى مع مسار النيل .
  • منطقه مخصصه للتريض وركوب الخيل خارج المنطقه الاثريه مفصولة مكانياً ومتصلة بصرياً …
  • نقل الاستعمالات والانشطة الخدمية والاداريه إلى نطاق المنطقة فى النطاق الأنتقالية ..

                             مبنى أدارة تفتيش المنطقة الأثرية ..

                             مباني الخدمات الفنيه والمخازن والورش ….

                            مباني للشرطه والدفاع المدني والهجانه والخدمات البيطرية ……

بالإضافه إلى مسرح الصوت والضوء عند ساحه ابو الهول (نقطة ميلاد عمارة المكان)

هذه بعض جوانب رؤيتنا لاستقراء الزمان وتطوير منطقه هضبه الأهرامات الأثريه ضمن منظومة الحضارة المصريه ….ذاكرة للأمه وخطابها الأبدى للانسانيه ….

ولقد مرت أكثر من ست سنوات على رحلتنا مع المشروع وتنفيذ هذا المنتج المعمارى .. ولكن توقفت الأعمال مع احداث يناير 2011 انتظاراً لاستقرار الأوضاع … وكان المأمول معاودة استكمال العمل بعد يونيو 2013 . ولكن للاسف مازالت الأعمال شبه متوقفه تماماً بالرغم من أن ما تم تنفيذه قبل التوقف حوالى 60% من الأعمال .

هــــذا موقفنا ومنهجنا فى العمارة اجابه على السؤال

من أنــــــــــــــــــــا ؟ المعمارى

لم نهدف تقديم وعرض مشروعاً بعينه ، فى مكان بذاته ..

بقدر ما كان هدفنا أستعراض تلك المنهجية التى تمكننا من الوصول بالحلم والرؤيه إلى واقع حادث .. فاعل ومتفاعل .. تفكيراً وتطبيقاً

قد نتختلف فى تقييمها فى لخطتها أو بعد زمانـــــها ……

نختلف فى رؤيتها من مواضعنا على بعد مكانها ……

فالأختلاف نهج الميزان وطريق التوحد للمسافر وللمسار مادامت الرحله وقاطرتها

 

نعم الرحلة مستمرة …تفكيراً وتطبيقاً بحثاً وتصميماً

فهى بدأت مع أخرين قبلنا

ومستمرة معنا وبعدنا

ودليلنا على قدرة القاطرة وطاقتها المتجدده واستمراريه الرحلة ، نعرج لمنتجات معمارية كانت محطات خلال الوقفة الحالية من الرحلة ..

  • كتاب لرحله القاهرة .
  • ومتحف لمستنسخ مقبرة
  • أحتفاليه لذكرى معماري

كتاب رحله القاهرة من عصر الولايه الى عصر العولمــــةTWC-2015-FromStart-End_Page_70

الكتاب الثانى من متتابعة لطائف العمران فى دراسه المكان

وفيه نرى ..  لو أراد أنسان ان يرى المجتمع العربي ويتعرف على عاداته وتقاليده .. أحلامه وأبداعاته .. ورحلته مع الزمان .ينبغى أن يقرأ ما كتبه الرحاله قبل المؤرخين فهم غالباً تقتصر كتاباتهم على وصف معركه أو أنتصار قائد أو ثورة على نظام أو انجازات دولة ….

ومتتابعة لطائف العمران فى دراسة المكان .. رحلة إلى هذه المجتمعات نسطر بها ومن خلالها التاريخ ، إنها قراءة فى تاريخ المجتمع من خلال عمرانه ..

أو فهم عمران المجتمع من خلال تاريخه ..

الكتاب هو قراءة لنهج رحله القاهرة من عصر الولاية إلى عصر العولمة … مستدفاً للعوده بمصر وعاصمتها من دور المفعول به إلى دور الفاعل ….قراءة للبحث عن الهويه والكشف عن السبب والمسبب . ويقدم الكتاب قراءة متأنيه وتحليليه لوقفات فى رحله المدينة والمجتمع ….

  • مرحلة ما قبل الولاية فى العصر الوسيط .
  • مرحلة الولاية بعد سقوط خلافة الدولة العربية .
  • مرحلة الحملة الفرنسية وما بعدها فى القرن التاسع عشر .. وتصادم الغرب وأطماعه مع الشرق ونزوعه للتحرير الوطني .
  • مرحلة نمو الحركه الوطنيه المصريه وصعود الليبراليه وتحديث الدولة فى منتصف القرن العشرين .

    • مرحله العولمة والتبعية الجديدة مع نهايه القرن العشرين .

ويتألف الكتاب من خمس مجلدات كل منها بين 400  ـ 450 صفحة …

يستعرض هذه الوقفات مع المدينة والمجتمع والدولة والعمــــــــــران …

متحف مستنسخ مقبرة عنخ أمون ..TWC-2015-FromStart-End_Page_71

إن ضمان الاستمرارية لموقع أثرى بعينه من أهم محددات التطوير ومواجهة التدهور ، وهو من أقدم التحديات التى طالما واجهت المتخصصين …وتبلورت عنها محاولات وتجارب :

محلياً … تنوعت المحاولات مابين التجربة الرائدة فى حملة إنقاذ آثار النوبة فى الستينات فى القرن الماضى مروراً بالأكتفاء بعمليات صيانة وترميم محدودة أو فرض محظورات على الزائرين والزيارات …..وصولاً إلى غلق مواقع مهدده بهدف حمايتها .

دوليـاً … ظهرت منهجيات وتقنيات علميه حديثاً ، حاولت ضمان الاستمرارية والحماية ومواجهة الخطر ، ومنها المسح الضوئى وتقنيه بناء المستنسخات التى تستخدم حالياً فى التوثيق الاثرى والحفاظ على المواقع الأثريه مع توفير حق المهتمين بالتعرف وتحقيق ذات تجربه الزيارة ، وتساعد تلك المنهجية فى دراسة وتسجيل ورصد الاثر ومراقبة حالته …

وفى مشروع مستنسخ مقبرة توت عنخ أمون … تظهر حتمية مواجهة التدهور المتنامي للمقبرة والمنذر بضياعها … وهذا ما دفع جمعيه أصدقاء المقابر الملكيه سنة 1988 بالمبادرة نحو الحفاظ على المقابر الملكيه بعمل مستنسخات لها بغر ض الحمايه والحفاظ عليها ….وأنضمت مؤسسه فاكتوم لها وقامت بتطوير تقنيات المسح ثلاثى الأبعاد عالي التقنية … وتم العمل فى سنة 2009 بصورة تشاركية بين :

  • مؤسسة فاكتوم أرت – بمدريد .
  • جمعية أصدقاء المقابر المكليه – بزيورخ.
  • ومشاركة مركزنا فى القاهرة ….

قام المتخصصون بالمسح الضوئى لحوائط المقبرة الأصلية وإعادة انتاج تلك الحوائط المستنسخة في مدريد ، وقمنا في القاهرة بوضع التصميم المعمارى لمتحف موقع يضم مستنسخ كامل لغرفه الدفن . وتم أختيار جوار لمتحف هوارد كارتر مكتشف المقبرة فى مدخل وادى الملوك لتنفيذ وبناء متحف المستنسخ …. وبدأ العمل فى يناير سنة 2014 ، وتم أفتتاحه الأول من أبريل سنة 2014 وتحمل الشركاء جميع النتفقات بالكامل : توثيقاً وتنفيذاً وتصميماً وبناءاً… وقدموه هدية إلى للشعب المصرى .

ويمثل هذا المنتج  المعمارى نموزجاً للتزواج بين الرؤية وتقنيات العصر …حاله مختلفه فى تطوير موقع أثرى وتطبيق جديد لمنهجية استقراء الزمان والصياغه المعاصرة للموروث . أتخذ الحلم والرؤيه والتصميم ومدخلاً يتعدى كونه مستنسخ لأثر ….إلى كونه متحفاَ يحكى تاريخ الأثر فى اطار ذات التجربة لزيارة الأثر الأصلى ،حيث أعتمد التصميم على ذات التصميم المعمارى للمقبرة الأصليه نوع من الأستنساخ المعمارى … يتم أعاده بناءه ملبياً أحتياجات مستحدثه . فالمقبرة فى أصلها صممها المعمارى القديم حتى لا تزار ساكنة ومعزولة عن زمانها فى عالم الخلود … واليوم فكانت تجربتنا معها حالة متفردة لمعماري يستوحي من تصميم عمرة الآف السنيين ليستدعيه من العالم الآخر والزمان السابق إلى عالم اليوم والزمان اللاحق .

منشأ جديد لأستعمال جديد

يحمل روح المورث فكانت الصياغه المعاصرة لهذا الموروث

* مقتطفات من فيلم وثائقي عن مراحل المشروع بطول وأغنية احنا اولاد توت عنخ آمون لمنيرة المهدية …

ويعد متحف هذا المستنسخ مرحلة أولى من مشروع يتبعها متحفين لمستنسخين لمقبرتي سيتى الاول ونفرتاري ، يقوم عليهما نفس الأطراف بالاضافه إلى تنميه مركز تدريب متخصص لتلك التقنيات في غرب الأقصر ، مما يساهم فى جعل المجتمع المحلى شريكاً ويدشن جيل جديد من المصريين المتدربين على التقنيات الجديده………

  احتفاليه مئوية رمسيس ويصا واصف ” أيوب الحرانيه ” ..

كانت رحله مع معمارى أخلص لقضيته قحفظ له التاريخ موقفه ، وكنا للرحله عارضين وللمعمارى مقدرين من خلال معرض لأعماله توثيقاً لرحلته ، وندوة للأحتفاء به وبتجرته وانجازاته .

* مقتطفات من فيلم تسجيلي (أيوب الجرانية) عن التجربة وصاحبها مع موال أيوب لكريمة علي من مدرسة رمسيس …

 

ومن هنــــا فى النهاية نبدأ من جديد من حيث كانت البداية

فأنا ليست الأنـا .. نية   ولكن الكل فى واحد ومع الكل كانت الرحـــــــــــلة

رحلة عرفت المواقف وتوحدت المعانى فيها ، عرفنا النجاح والفشل ، ومنها تعلمنا وأدركنا أن النجاح أو الفشل ليس مطلقاً ….  فما كنا نعتقده نجاحاً حمل طيــــاته فشلاً

وما كنا نظنه فشلاً حقق من حوله نجاحاً

وهذا ماكان بالأمس .. ونملكـه …

وماهو كائن اليـــوم .. ونعيشه …

أما الغـــــــــــــــــد .. فإننا وإن لم نملك يومنا  فلا وقت للغد ….

* مقتطفات من قصيدة لمحمود درويش ومصفوفة لبعض من المنتج المعماري والعمراني بطول الرحلة …

أرجو ان أكون أحسنت السؤال ، ولكن عساى  إننى حاولت الأجابة

وكما كانت بدايــة الرحله أقـدم ….. ستبقى نهايتها أبعــــــــــــــــــد

لا تعتمد على مسافر فإنه راحــــل ولو طالت به الرحله أو قصرت

لاتقف عند راكب مرتحل فهو راحل عند محطته وصولاً أو هروباً

نعم الرحله مستمرة وعسانا نحن منها أبداً لم نخون ولن نهرب

لكننـــا نخطئ ونصيب

فالعصمـــــــــــــــــــــــــــــــة لاتكون إلا لنبي

ختـــــاماً

أشـــــــــــــــــــــكر

من شاركته وشاركنى فى الرحلة

الغـــــــائب والحـــــــاضر

الهـــــارب والمهـــــاجر

الراحـــل والمســافر

فكلنا راحلـــــــون والآخرون قادمـــــــون

والرحله مستمرة مع

“الذين يسمعون القول فيتبعون أحسنه”

أمسية وحوار مع مركز طارق والي العمارة والتراث

لمشاهدة فعاليات الامسية كاملة  :

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s