من القاهــرة … قاهــرة من

أفتتـــــــاحية

 إن دراسة عمران مكان لا يقتصر على مرحلة تاريخية معينة ، إنما يترامى بعمق التجربة التاريخية نفسها ، فماذا لوكان المكان هو القـاهـــرة .. إنه بالدور التاريخي يمكن التعرف على الفاعلية الإيجابية للإنسان وبيئته المكانية والجغرافية .. فتلك البيئة قد تكون أحياناً خرساء ، ولكنها تنطق من خلال إبداعات الإنسان .. فلقد قيل أن التاريخ ظل الإنسان على المكان ، ولكننا نؤمن أن العمران ظل الإنسان على المكان والزمان معاً .. هو ظاهره حدث ، وجوهره حادث .. بين فاعل أو مفعول .

ومن هنا فإن رؤيتنا لطبيعة عمران القاهرة الكاملة والكامنة لا تتحق في شئ كما تتحقق في الكشف عن ذاتية المكان وشخصيته ، وفي قلب هذه الشخصية دوماً الإنسان الفاعل لأنه كما رفع جمال حمدان صرخته ونحن معه .. ” فإن مصر هبة المصريين حضارياً ” ؛ لذا فلابد في إطار فهم فلسفة المكان وتحديد تلك الشخصية من القاهرة  فإننا يجب أن نقف عند قاهرة من ..

ولكن تبقى الحقيقة ..

إننا قد ندرس على البعد نظرياً عمراناً دراسة مستفيضة منهجية وعلمية ، حتى إذا ما أتينا هذا العمران عابرين أو مستقرين وجدنا نمطاً مجتمعياً يرتبط بصميم العمران ووجوده ..

ولكننا نكتشف أننا نجهله .. نعيشه ولانراه ..

نمارسه ولا نقرأه ..

 لذا فإننا يجب أن نخرج عن رصد المكان وتوصيفه إلى وجود المكان في ذاته بوجود الإنسان والمجتمع ، وهذه الحلقة المفقودة هي بالدقة وتحديداً روح المكان وجوهر العمران وعمارة الإنسان للمكان ..

ونتتبع هنا هذه المنهجية لتبيان إمكانية رسم صورة حقيقية القاهرة

وهكذا كل منا يغوص في عمق المكان يعبر من الزمان السابق بحثاً عن الدر المكنون يريد أن يكتشفه ..

أو يعبر إلى الزمان اللاحق أستشراقاً لمجهول يريد أن يشكله ..

صورة نرسم ملامحها من تتبع قصاصات هذا الزمان للموروث العمراني والمجتمعي للقاهرة

لتكون صياغة مدققة للفهم من القاهرة .. وقاهرة من ..

بعيداً عن الرؤية النقدية والمنهجية التحليلية والفنية والتاريخية ..

عن التقييم العمراني أو المعماري أو حتى الأخلاقي والتاريخي ..

إنها العلاقة الجدلية التي نرصدها جميعاً ونقصدها لقراءة عمران القاهرة في بعديها المكاني والزماني من زوايا متعددة لتكن محاولة عودة الذاكرة ..

 ولتكن محاولة عودة الروح ..

صرخة نستيقظ بها ومعها ..

محاولة جماعية لنا

ودعوة مفتوحة للمشاركة من الآخرين

نرجو منها عند إكتمالها وبقدر جديتها وصدقها ، أن تكون فاعلة ولها مصداقيتها ..

ويبقى الجوهر المكين في ذات المكان والإنسان واحد متوحد من القاهـــــرة ..

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s