في محاولة لاعادة النظر في مفهومنا للتراث ومراجعة موقفنا منه نتوقف عند تعريف المفكر العربي محمد عابد الجابري للتراث بانه ” كل ما هو حاضر فينا أو معنا من الماضي ، سواء من ماضينا أم ماضي غيرنا ، سواء القريب منه أم البعيد ” وذلك لانه يتعامل مع جانب هام من التراث وهو الحضور .. ويربط وجوده في حياتنا بالتواصل والتفاعل معه ، تفاعل يتعدى التقديس والتقدير والحفاظ الى الابداع ، ،ابداع رؤية جديدة ليست احلال للماضي محل الحاضر او القديم محل الجديد ولا العكس ، بل هي اولا واخيرا اعادة بناء الوعي بالماضي والحاضر والعلاقة بينهما ، وابداع في اعادة تخطيط لثقافة الماضي وثقافة المستقبل في آن واحد ، التخطيط لثقافة الماضي بمعنى اعادة كتابة تاريخها وتنقيتها وبالتالي اعادة تأسيسها في وعينا وإعادة بناءها كتراث لنا نحتويه بدل ان يحتوينا .
لذا نطرح اليوم دعوة لمناقشة علاقتنا بالتراث سواء تراثنا الفكري او المادي..
ما الذي يكسب الاشياء قيمتها لتبقى تراث ؟ ومتى يكون الموروث تراثا ينبغي ان نعمل على استمراريته وتجدد عطاؤه؟ وهل لاستمرارية التراث وجه واحد هو الاحياء الكامل للماضي بتفاصيله ام ان الامر له ابعاد اخرى ؟ واذا كان للتراث قدرة متجددة على العطاء فهل هذا يجعله مقدس غير قابل للنقد والمساس؟ وهل ينبغي ان نتخذ من التراث موقفا شموليا بابقاؤه كله او تجاهله كله ؟ وكيف يمكن تحرير التراث من الاغلال التي تقيده بالماضي ليصبح قوة دافعة نحو المستقبل؟
من مقالات العدد الثاني عشر :
- اشكالية حماية التراث .. الاستمرارية المادية والثقافية .. مدينـة طيبة الجنـــــائزية بوابـة الخلود .. طارق والي
- إعمال العقل في التراث .. قراءة في فكر الفيلسوف زكي نجيب محمود .. شيماء شاهين
- العينُ تهوى صورة الحسنِ .. سالي سليمان
-
- سحر التراث والمكان ..مصدر تعليمى للإبداع المعمارى .. أ.د. دليلة الكرداني
- التراث الغير اصيل .. باريس الشرق نموذجا … احمد عشره
- صورة التراث فى الثقافة الإسلامية… مؤمن غانم