ابداعــــــات رواد الوطنية المصريــــة
مئة سنة عمـــــارة
افتتاحيــــــــــة ..
إن قراءتنا أو استقراءنا التاريخ لمرحلة ميلاد جديد للوطنية المصرية من تاريخ مصر الحديث في القرن العشرين وجذوره في القرن التاسع عشر ، هي قـراءة شـــاملة في كافة المناحي والمجالات ومنها تاريخ الحركة المعمارية .. بالرغم إنها قد تبدو تعبير عن وجهة نظر ذاتية ، ولكنها في حقيقتها مبنية على بحث موضوعي حاولنا أن يكون حيادياً ، يدقق في المنقول ولا ينقل عن المتداول بدون سند أو السائد الضال والمضلل من محاولات بعضها استشراقية أو غربية والبعض الآخر محلية بغباغوية ، وأغلبها فاقد الدقة ومخالف الحقيقة .. هي وجهة نظر تعتمد قراءة الحقيقة المجردة بقدر الامكان والممكن ، حقيقة تبدأ من منطلق وطني ومهني ، نؤمن عندها كمعماريين أن العمارة في جذورها أحد رواسم حضارة المجتمع بل هي التعبير المادي لثقافة الشعوب والمجتمعات ، المرآة الصادقة لوضعية وحال الانسان والمجتمع والدولة . وإن ما نفخر به في مصر اليوم من معالم وآثار وتراث خلفها لنا التاريخ وحفظها الزمان من اهرامات ومعابد وكنائس ومساجد وقصور وبيوت وعمران قرى أو مدن ، هي جميعها موروثات معمارية وعمرانية ابدعها الأجداد ، وسجلوا لنا من خلالها وسطروا بها تاريخ عصرهم سواء في فترات النهوض أو حتى في فترات الأنتكاسات التي تعرضت لها مصر مجتمعاً ودولة على مدى تاريخها الممتد لآلاف السنين وإلى اليوم والغد ..
تلك افتتاحية لزم التنويه لها ، لنحدد اين نحن من القضية واين نقف لنقرأ قبل أن نسجل ..
هذه رؤيتنا وموقفنا وعليه ترتسم قراءتنا ونظرتنا ..
زمانيات مصرية مشروع شــامل قومي ووطني ..
إن موضوعنا وقضيتنا بعنوان زمــــانيات مصريـــة .. وبالضرورة وحتمية المصداقية أن يكون العنوان مدلول للموضوع ، وهو المرتبط بحركة التراث المعماري في القرن العشرين تاريخنا وموروثاتنا الأكثر حداثة ضمن منظومة تاريخ طويل متواصل الحلقات ، ومن المؤكد إنه لا يمكن فهم هذا التاريخ في اطار جزئي أو مجزأ لأنه يُفقد الموروث شموليته بل ومضمونه .. فالصورة لا تكون واضحة إلا عندما نراها كاملة ، والبحث في تاريخ الحركة المعمارية المصرية لا ينفصل عن تاريخ الأمة .
وهنا كانت زمانيات مصرية موضوعنا وقضيتنا .. ومنها مئة سنة عمارة أو تاريخ الحركة المعمارية المصرية بمراحلها وتتابعها ..
قضية أرتبطت بزمان أو زمانية معينة مع ميلاد جديد للحركة الوطنية المعاصرة أو الحديثة
مع نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين
قضية أرتبطت بثقافة مجتمع ووطن لهما جذورهما الحضاريـة في المكان
مع الأرتباط الأول .. كانت زمانيات
مع الأرتباط الثاني .. كانت مصرية
فهي زمــانيات مصريـة
ومنها مئة سنة عمــارة … جزء من كل لاينفصل عنــه
دخلت مصر في نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر دورة جديدة للحركة الوطنية ـ بجذورها الأقدم ـ في مواجهة مع الغرب المستعمر الغازي الجديد في المرحلة الحديثة من تاريخنا ، بدأت بالانتفاضة على التبعية التي عاشتها مصر كولاية هامشية نسبياً في دولة الخلافة المركزية ، رغم طاقاتها الذاتية والتي تفجرت على فترات . لقد بدأت الحركة الوطنية المجتمعية دورتها تلك كنتيجة لبداية انهيار الخلافة المركزية من جهة ، وميلاد قطب جديد للهيمنة في الغرب يتطلع للسيطرة على الشرق من جهة اخرى .. عاشت مصر هذا التحول التاريخي داخلياً وخارجياً ، وكانت حركة محمد علي السلطوية ومن خلفه من الأسرة العلوية على مدى القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين ، هي محاولات وأحلام أو أوهام تزعم التواصل ما بين مصر التاريخ والمكان ، وبين أوروبا الحضارة والتنوير الحداثة ، احلام حملت في ظاهرها التحديث وفي طياتها تبعية جديدة منذ مطلع القرن التاسع عشر على حساب الحراك الوطني المتوالد عند المصريين في مواجهة مستعمر طامع وحاكم متطلع للسلطة المطلقة .. محاولات نجحت أحيانا وأنتكست أخري ، وكانت النهاية المتوقعة أو المنتظرة إعلان سقوط الخلافة وإعادة رسم خريطة الشرق من خلال رؤية استعمارية غربية لأقطاب القوى العالمية حينئذ انجلترا وفرنسا بعد الحرب العالمية الأولى .
تراجعت مرحلياً النزعة الوطنية خلال القرن التاسع عشر حتى كان انبعاثها مع انتفاضة وطنية جديدة بدأها أحمد عرابي ورفاقه من الوطنيين المصريين في سبعينات القرن ، واجهتها محاولة المستعمر الخارجي الاجنبي والنخبة الحاكمة لمصر في الداخل ، بهدف القضاء على أرهاصات تلك الصحوة النهضوية ومحاولة تغييب دور القدوة الوطنية والطليعة من المثقفين المصريين خاصة بعد انكسار الحركة العرابية ، وللأسف ضعفت في نفوس بعض المصريين الروح الوطنية لحين ـ أو كادت ـ ، ولكن أحتفظ الوطن والانسان المصري ببعض الآمال ، بدت للظهور في نهاية القرن التاسع عشر من خلال ركام الأخفاقات وراحت تطفو فوق السطح من خلال مجموعة من التنويريين أمثال الكواكبي ومحمد عبده وعبد الله النديم …… وآخرون ، وهو الأمر الذي ساهم بشكل مباشر وجديد في احياء الآمال في نفوس فئات من الشعب المقهور المغلوب على أمره ، فنشأت هنا نزعات الحركات الوطنية في كافة المجالات سياسياً واقتصادياً وفكرياً وعلى كافة المستويات والأصعدة ، ومنها الفنون والعمارة كروافد ثقافية للمجتمع ….
تصاعدت الحركة الوطنية المصرية في مطلع القرن العشرين بذكرياتها وماضيها القريب ، لم يكن يتوقع أن تصير إلى العدم لهزيمة آنية للحركة العرابية ، فالأسباب التي أنبعثتها في الماضي القريب من سيطرة الأجانب على الوطن واستغلالهم له ، كان لابد أن تُبعث من جديد بمجرد التغلب على ما كان من آثار انكسار سنة 1882 ، الذي مكن للسلطات الاجنبية السيطرة الكاملة والمعلنة ، وتصبح هي صاحبة الأمر والنهي في علاقات الحاكم والمحكوم ، وغلف الخنوع حيناً حياة المجتمع المصري ، وساد أحتكار الأجانب لمقاليد الحياة السياسية .. والمقدرات الاقتصادية ، وومحاولة حرمان المجتمع المصري من زعامات وطنية تقاوم أحتكار هذا المستعمر في كافة النواحي ، بل الأدهى من ذلك تسارع توافد الأجانب على مصر من أجل الاستثمارات وسط تركيبة مغرية للكسب ، وعليه تم إحكام السيطرة على موارد الدولة الاقتصادية ، وفرض نوع من التبعية الحضارية والثقافية ، وبالتالي المجتمعية .. كانت محاولة حرمان البلاد من اية امكانية للنهوض وانعاش أي من طبقات المجتمع في ذلك الوقت بشكل أو بآخر ، وهي من الأمور التي أدت إلى أرتفاع معدلات البطالة وأنتشار الفقر وأنخفاض مستوى المعيشة وتردي الأوضاع الاجتماعية بشكل أساسي ، فتنامت بالبلاد البنوك الأجنبية والشركات العقارية الاجنبية وكذلك شركات المال والزراعة والمقاولات والنقل والصناعة والتجارة والفنادق ..
وأمست .. الدولة المصرية والمجتمع خارج إطار الزمن ..
الرفـــــــــــــــــاهية والتقدم في أيدي الأجانب ..
التخلف والفقر والجهل من نصيب المصريين ..
أمست .. كل الكيانات الاقتصادية والادارية أجنبية وأزداد التغلغل في الامور الحياتية وأمسى المصريون فقراء أجراء يعيشون على الهامش من الحياة والتاريخ والجغرافيا ، حالة تعثر غير عادية وعبودية ورق وسنت القوانين لصالح الاجنبي وتحول الاستعمار إلى استبداد سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي واداري ، وحتى مهني وتقني ..
كان انهيار اخلاقي واجتماعي مصاحب أو نتيجة لانكسار الروح الوطنية
ولو مؤقتــــــــــــــاً
حتى مطلع القرن العشرين
هكذا لم تعد الحياة في مصر عندئذ تحكمها سوى صيغة واحدة .. ألا وهي “الاحتـكار الاجنبي” وسيطرته الكاملة في كل الاحوال على مقدرات مصر والمصريين ، وفي المقابل كانت حتمية ظهور ردود أفعال لما يجري على أرض الوطن ، وظهور زعامات وطنية جديدة في كافة مناحي الحياة وتنويعات مجالات نشاطاتها تستهدف اعادة للانسان كرامته ، وتطالب بالقضية الوطنية وحق المصري في وطنه وعلى أرضه ، واستقلال الامة وارادتها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وقبل ذلك ثقافيا وفكرياً … لتعيد المنظومة الحضارية الوطنية المصرية في تكاملها وشموليتها ..
وكان من القدريات أن تصدى لزعامة الأمة سياسياً الشاب مصطفي كامل ، ولو كانت الصحوة لا محالة متبلورة وناهضة من كبوتها عاجلاُ أو آجالاً ، ولكن كان الفضل في سرعة تبلورها في مطلع القرن العشرين راجعاً لاريب إلى مصطفى كامل وصحبه …. وما لبثت أن تعاظمت الحركة الوطنية وأنضمت إليها الطبقة المتعلمة والمثقفة الوطنية ، وقد بذلت السلطات كثير من الجهد في ايجاد حركات مناهضة ومناقضة للحركة الوطنية وسموهم “المعتدلون” (الذين كانوا لا يريدون التغيير وترسيخ رؤية مناهضة للهوية الوطنية والانتماء الوطني لحساب شعارات طائفية أو ايدولوجية ) ، وتصاعد الحراك الوطني في العقد الثاني من القرن العشرين وتحديداً بعد اعلان الحماية الانجليزية على مصر سنة 1914 ، وهو ما أعترفت به تركيا لاحقاً في مؤتمر لوزان سنة 1923 ، وسقطت الخلافة وأمست مصر دولة مستقلة أسمياً وتحولت من ولاية في دولة الخلافة العثمانية إلى دولة تحت الاحتلال والتبعية الكاملة والمعلنة لانجلترا والغرب الأوروبي عموماً ، واثناء ذلك كانت مصر الدولة والمجتمع تفور بأحداث متلاحقة بعضها يمهد للمرحلة الجديدة من المواجهة ، وبعضها الآخر كان السبب المباشر في هذه التحولات ، ومنها على سبيل الأستدلال والأسترشاد وليس الحصر :
حادثة دنشواي في 13 يونيو سنة 1906 واتخذت منها الوطنية المصرية نسقاً للتعبير عن الظلم الذي تمارسه السلطة المحتلة ضد الشعب المصري المغلوب على أمره .. وبعدها إقالة اللورد سنة 1907 وهو المعتمد البريطاني الحاكم الفعلي المستبد للبلاد …. وتصاعدت الحركة الوطنية السياسية مع مصطفى كامل واصدار جريدة اللواء لسان حال الوطنيين وتأسيس الحزب الوطني ملتقى الوطنيين ومحاولته نبذ الشقاق والاختلاف وتوحيد كلمة الأمة ..
- نشوب الحرب العالمية الاولى (1914 ـ 1918) ، ومعها اعلان الحماية الانجليزية على مصر وتدفق الجيوش الانجليزية وحلفاؤها إلى مصر ، وكذلك التدخل السافر والمتكرر مرة اخري للمحتل في شئون حكم مصر بخلع عباس حلمي الثاني وتولية حسين كامل سنة 1914 حكم مصر .
- الأزمة المالية العالمية وهبوط اسعار القطن في البورصات العالمية ، واحتكار الحكومة الانجليزية لمحصول القطن المصري .. وقبل ذلك في سنة 1908 اعلان مد أمتياز قناة السويس لمدة أربعين سنة أخرى تنتهي سنة 1968 ، وغيرها من الممارسات الاحتكارية الاقتصادية والتحكم في ادارة موارد ومؤسسات الدولة .
- انتشار وتنامي تأسيس البنوك والمصارف الاجنبية فكانت السيطرة والتحكم على الاوضاع النقدية في السوق المصرية واحكام سلطتها عليها لمصالح الدائنين الاوربيين .
- انفردت الشركات العقارية الاجنبية على احتكار التنمية العمرانية في مصر عامة وفي القاهرة وامتدادتها المستحدثة بشكل خاص ، ومنها تنمية مصر الجديدة في شمال العاصمة والمعادي في الجنوب وجاردن سيتي وكذلك الزمالك في الغرب .. وحتى الزيتون وحدائق القبة …. ولم تنجو وسط المدينة من تلك الاحتكارات الاجنبية ..
- توافد المهنيون والمتخصصون الاجانب الاوربيون والهيمنة على كافة المجالات المهنية وحتى الحرفية والخدمية ، وفي مقدمتها الممارسات المعمارية التي غاب عنها المصريون تماماً حتى نهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين .. وتحول غالبية المصريين من الطبقات المتوسطة المتعلمة إلى افنديات موظفين في الدولة ومؤسساتها محدودي المسئولية والدور التنموي والتنويري والثقافي والفكري والابداعي …
- تأسست المحاكم المختلطة في مصر وسُنت لها القوانين الجائرة الوضعية والخاصة لحماية الاجنبي على حساب المصريين ، وتوالت التشريعات المقيــدة للحقوق والحريات والفكر والحراك الوطني وكان منها قانون المطبوعات لتكميم الأفواه وتقييد الحراك المتنامي .
كانت تلك الظروف والاحداث والمواقف في العقدين الأولين من القرن العشرين ….. وغيرها الكثير والمتنوع لامجال لحصره هنا ، هي في مجموعها المؤثرة في كيانات المجتمع المصري وحياة الانسان ، حملت بداخلها عوامل حتمية التغيير وفجرت شعلة الحراك لتصحيح تلك الاوضاع التي عانى منها غالبية المصريين بكل طوائفهم وطبقاتهم لاسيما الطبقات المتوسطة والفقيرة والأكثر فقراً، وبدا في الأفق حراك مجتمعي وثوري شعبي قادم لا محالة .. وهو ما حدث في الانتفاضة الشعبية التي بدأت في 9 مارس سنة 1919 التي زكتها الروح الوطنية في كيانات ونفوس الشعب المصري وساندتها القوى الشعبية ، وسرعان ما طارت الشرارة إلى أنحاء الوطن ..
كانت أسبوعاً من البعث الوطني عاشته مصر من أقصاها إلى أقصاها ..
أسبوعاً من الصحوة التي فجرت طاقات الأمة النهضوية والفكرية والابداعية الوطنية ..
ولقد لعب الرواد من المفكريين والمثقفين واهل الرأي والمبدعين من الفنانين دوراً محورياً في تلك الصحوة مع السياسيين ورجال الاقتصاد والعلم ، جمعتهم النزعة الوطنية لشباب المرحلة في العقدين الثاني والثالث من القرن العشرين ..
كـانت انتفاضة شعبية شاملة جامعة وطنية
بكل معاني الكلمة دونما تعصب أو تشرذم أو صراع اجتماعي
رائدها الوحدة الوطنية وهدفها الصحوة الشاملة
واستعادت المصريين لحقهم في وطنهم كل في مجاله ومن منطلق موضعه
واستمرت الطاقة النهضوية ..
تسارعت أحياناً وتباطئت أحياناً أخري مع تصادمها مع أصحاب المصالح المضادة لها من المحتل الاجنبي الخارجي والنخب المتحالفة معه في الداخل ، ولاسيما هذه المواجهة مع النكسة السياسية مع مطلع الثلاثينات من القرن العشرين ، تلك النكسة التي أصابت هذه المرحلة والحراك الناهض ، عطلت طاقات الإبداع والأنطلاق ولكنها لم تنجح في كبح جماحه مع أستبداد الحكم المطلق بعد سنة 1930 ، حين أمست الحرية مغلولة والرأي مُقيد والفكر مُحاصر والابداع مُحارب .. عندها عاد جيل المفكرين والمبدعين ليلتقط الأسلحة التي ألقاها ليرد بها العدوان عن حرياته الأساسية وحقوقه وعن القيم التي ظفر بها في حراكه الوطني خلال عقد العشرينات التي تلت سنة 1919 ، ومن موجة تلك الانتكاسة وليس حصراً لها ، نرصد بعض من الممارسات المناهضة للصحوة الوطنية ..
- إلغاء الدستور وتعطيل الحياة النيابية الوليدة .
- محاربة التجربة الوطنية التنموية لطلعت حرب وبنك مصر .
- اتهام العقاد بالعيب في ذات الملك ومحاربته .
- اقصاء طه حسين عن عماده كلية الآداب .
- استقالة أحمد لطفي السيد من منصب مدير الجامعة .
- استقالة السنهورى من كلية الحقوق .
- فصل حافظ إبراهيم من دار الكتب .
- تصاعد الأزمة وقضية محمود مختار مع الحكومة لمنعه إقامة تمثالي سعد زغلول رمز الأمة في كل من القاهرة والإسكندرية
- ………………………………
كانت تلك وغيرها من عشرات بل مئات المواقف والمواجهات على كافة المستويات واختلاف الاتجاهات نكسة لتيار النهضة الذي مضى مدفوعاً بقوى الشعب وتطلعاته الوطنية في العشرينات من القرن ، وأستمر لعقد كامل في حراك وتنامي متصاعد في مواجهة المحتل الأجنبي والنخب المجتمعية المتحالفة معه ، واستمر الحراك الوطني وتصاعد دور رواده في ترسيخ الروح الوطنية والهوية وأتسعت دوائر تأثير المفكرين والمبدعين والمثقفين المصرييين في كافة المجالات ، حتى تمكن المصريون في منتصف القرن العشرين مع ثورة يولية 1952 من بداية تحقيق التغيير والانجاز الوطني المستحق بعد سبعة عقود من تنامي الحراك الوطني منذ الحركة العرابية سنة 1882 وبعدها الانتفاضة الشعبية سنة 1919 مروراً بالانتكاسات الموازية والمتكررة المعطلة لتلك الرحلة الوطنية ..
وإذا كانت طاقات الابداع في الأمة قد تفجرت من جديد مع الصحوة والحراك الوطني في السنوات بين انتفاضة الشعب سنة 1919 ونكسة النخبة سنة 1930 ، فإن ما ظهر في هذه الفترة النهضوية الوليدة من معالم ابداعية جماعيـة كان مسبوقاً بمقدمات فردية لا تجعلها جديدة من عدم ، ولكنه تنامي لحراك بدأ ولم يستكمل مساره حينها ، ومن هذه الارهاصات الابداعية نرصد بعض المعالم في إطرها العامة وروادها على سبيل الاسترشاد وليس الحصر ..
ولكن نجتهد ونتطلع إلى رسم الصورة الجامعة والمتوحدة بين مكوناتها ومع زمانها ومجتمعها ..
- رواد الزعامـــــات السياسية .. بدأت بأحمد عرابي ورفاقه ومن بعدهم مصطفى كامل ومحمد فريد …
- رواد تنمية الاقتصاد الوطني .. كانت البداية الحقيقية مع طلعت حرب رائد الاقتصاد الوطني في العقد الثاني من القرن العشرين ، فكانت نهضة لها بوادر وبشائر سبقته رغم محدوديتها ، ويحسب لرائد الاقتصاد الوطني هذا الأنطلاق الغير مسبوق بتعددية مجالاته وإنتشاره وبعمق الهوية الوطنية النازعة للاستقلال الاقتصادي على التوازي مع الاستقلال السياسي ..
- رواد العــــــــــــلم والتعليم .. تعددت الفروع المعرفية من علوم ورياضيات وطب وعلوم انسانية وطبيعية وفلسفة وتاريخ وقانون وتشريع مع تأسيس الجامعة المصرية في مطلع القرن العشرين ، وتعميق دورها المعرفي والفكري والمجتمعي ، فكان هنا جيل من الرواد في كافة فروع العلم والمعرفة منهم : مصطفى مشرفة ومصطفي عبد الرازق واحمد لطفي السيد وعبد الرزاق السنهوري وعلي ابراهيم …
- رواد الفكر والتنويــــــــــــر .. حمل لواء التغيير والتنوير رائد التجديد الفكري محمد عبده قبل نهاية القرن التاسع عشر وتبعه من رواد الفكر أحمد لطفي الزيات وقاسم أمين وأسماعيل مظهر ومعهم نبوية موسى وهدي شعراوي ودرية شفيق وسهير القلماوي وعائشة عبد الرحمن …
- رواد الصحــــــافة والنشــر ..عرفت مصر حشداً من رواد الصحافة المصريين من منتصف القرن التاسع عشر ، وتصاعد دور الصحافة مع الحركة الوطنية في نهاية القرن والعقود الأولى من القرن العشرين في مقدمتهم عبد القادر حمزة وقد أصدر أكثر من 16 صحيفة وجريدة وعاصره محمود عزمي وفاطمة يوسف (روزاليوسف) ومحمد التابعي ومن بعدهم جلال الدين الحمامصي وأمينة السعيد ولطيفة الزيات ومصطفى وعلي أمين وأحمد بهاء الدين ومحمود السعدني …
- رواد الثقافـــــــــة والفنون .. رفع راية التجديد والابداع مع العقود الأولى من القرن العشرين جيل من الشباب الرواد الوطنيين في شتى فروع ومجالات الثقافة والفن والابداع ..
- رواد الشــــــــــــــــــعر .. من أمثال أحمد شوقي وحافظ ابراهيم ومحمود حسن اسماعيل وابراهيم ناجي وملك عبد العزيز وخليل مطران وعلي محمود طه وبديع خيري وبيرم التونسي ، وكانوا قد حلقوا في آفاق عصرين : عصر ما قبل ثورة 1919 والعصر اللاحق له ، وكان هذا الجيل مسبوقاً بأستاذية محمود سامي البارودى وعبد الله النديم .. وكانت الاستمرارية مع نجيب سرورصلاح عبد الصبور وصالح جودت وفؤاد حداد وصلاح جاهين …
- رواد الفنون التشكيلية .. تجمع رواد الجيل الأول من الفنانين وكونوا لجنة فيما بينهم لتنظيم أول معرض فني لعامة المصريين وأقاموه بحي الفجالة سنة 1919 ، ومن هؤلاء محمود مختار ، ومحمد حسن ، ويوسف كامل ، وراغب عياد ، وعثمان دسوقى ، ولبيب تادرس … ، وفى سنة 1921 بدأ تصاعد شعور هؤلاء الرواد للحاجة إلى حركة تشكل تيار مجتمعي فأسسوا الجمعية المصرية للفنون ، وأعقب هذه الحركة تأسيس جماعة محبي الفنون الجميلة سنة 1923 ، غير أن هؤلاء المبدعين أسسواحركة أخرى حول فكرة الفن القومي فتكونت ” جماعة الخيال ” ، وربط بين هؤلاء الرواد إحياء الفن المصري بجميع أشكاله ، وكان حراكاً طموحاً لمشروع نهضوى للإبداعات الفنية ودورها في تغيير المجتمع وتطوره ، وعاصر هذا الحراك الفني وشارك في تفعيله محمد ناجي ومحمود سعيد ورمسيس يونان وأحمد صبري …..
- رواد الادب والتــــــأليف.. ظهر جيل من الأدباء الرواد الشباب الوطنيين وكان مسبوقاً بأجيال أخرى في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين في مصر ، وفي مقدمة هؤلاء ابراهيم عبد القادر المازني ومحمد حسين هيكل وعبد الرحمن شكري وأحمد أمين وأحمد لطفي الزيات ، ومعهم وبعدهم أمينة السعيد وثروت أباظة وتوفيق الحكيم وطه حسين وعباس ومحمود العقاد ، ونجيب محفوظ وعبد الرحمن الشرقاوي ويوسف أدريس …
- رواد الموســــــــــــيقى .. عرفت الحركة الابداعية الموسيقية المصرية تنويعات بين تحديث الموسيقى الشرقية وتمصير الموسيقى الكلاسيكية ، فكان رواد التأليف الموسيقى الشرقية أمثال عبده الحامولي رائد التجديد ومحمد حسن الشجاعي وسلامة حجازي وسيد درويش والقصبجي وزكريا أحمد … ، ومن جهة أخري كان من رواد تمصير الموسيقى الكلاسكية عزيز الشوان وجمال عبد الرحيم ويوسف جريس وابو بكر خيرت وبهيجة صدقي رشيد ..
- رواد الطرب والغنــــــاء .. أرتبط الغناء والطرب بالابداعات الموسيقية وتطورها ، فكان عبد الحامولي رائد التجديد الموسيقي والطرب والغناء ، وكانت سكنة بك وألمظ وبعدهم منيرة المهدية وصالح عبد الحي ومحمد عبد الوهاب وأم كلثوم ومحمد عبد المطلب …
- رواد المســــــــــــــــرح .. عرفت مصر والمصريون المسرح العنائي وكان من رواده سلامة حجازي وسيد درويش ، وواكبه عل التوازي ظهر المسرح الدرامي بدأ بحركة تمصير ، تبعتها حركة تعتمد على التأليف المسرحي ، وكان من رواد المسرح حينها يعقوب صنوع وعزيز عيد وجورج أبيض وعزيز أباظة ويوسف وهبي ودولت أبيض وأمينة رزق وفاطمة يوسف ، ومعهم نجيب الريحاني وبديع خيري وعلي الكسار ….
- رواد الســـــــــــــــــــينما .. ظهر فن السينما في الاسكندرية نهاية القرن التاسع عشر وتحديداً سنة 1897 ، وكان للرواد المصريين دورهم في تطور هذا الفن في عشرينات القرن العشرين ومنهم محمد بيومي ومحمد كريم وأحمد بدرخان وأحمد جلال وماري كوين وآسيا والأخوين عبد القادر وكامل التلمساني وتوفيق صالح ……..
- رواد العمـــــــــــــــــــارة .. مع العقود الثلاث الأولى من القرن العشرين خرج جيل الرواد من المعماريين المصريين بعد أن حصلوا على تعليمهم المعماري في مصر أو خارج مصر ، ليحملوا حق المصريين في عمارة مصرهم مع أختلاف الخلفيات التعليمية والثقافية لهؤلاء الرواد دونما تصارع ، ولكن كان يجمعهم الحق في كسر أحتكار الاجنبي للممارسة المهنية المعمارية في ربوع الوطن ..
العمارة والمعماريون المصريون ضمن زمانيات مصرية ..
هذه هي الصورة الوطنية كما نراها لتراثنا المعاصر والحديث في القرن العشرين التي نتطلع إلى تأسيسها بتكاملها وشموليتها ، ونسعى وندعو لرصدها وتوثيقها لتقديمها للأجيال القادمة بدقة وموضوعية دون تزييف أو تجميل أو تحقير .. دون شوفانية أو نرجسية ، هي بحق وحقيقة حالة وطنية سجلها التاريخ وعاشتها الأمة .. في تلك العقود من النصف الأول من القرن العشرين في كافة المجالات الابداعية والفكرية والنهضوية . هي يحق وحقيقة قضية وطنية ومسئولية قومية تمس هويتنا ووجودنا ، حاضرنا ومستقبلنا ، محاسبون عن غيابها من ذاكرتنا والتباكي الخادع بدموع التماسيح عن ضياعها والادعاء الكاذب أو المغلوط بمعرفتها والحفاظ عليها …
قضية وطنية واشكالية قومية .. ومنها العمارة قضيتنا التفصيلية في ” زمانيــــات مصريـة “ ، قضية نتتبع فيها الحركة المعمارية للمعماريين المصريين على مدى القرن العشرين بدأها روادها في النصف الأول من القرن ، حركة هي جانب لا ينفصل عن تلك الملامح الوطنية التي رسمت في مصر طبيعة بداية أرهاصات المرحلة النهضوية في الربع الأول من القرن العشرين مع ميلاد الحركة الليبرالية المصرية عموماً وصعود النزعة الوطنية التي عاشتها الأمة ..
ونحدد هنا إنه مع ميلاد القرن الجديد نشأ الجدل الثقافي حول الموروث والمنقول في اطار الصراع بين حركة التحرر الوطني وتطلعاتها وبين حركة التحديث و حتميتها ، وفي قلب هذا الحوار ومن خلاله ظهر جيل رواد العمارة المصريين في مطلع القرن العشرين يتحركون في اتجاهين متوازيين لرسم مسار التغيير الاجتماعي والثقافي للمجتمع ومحاولة التصدي لإشكالية التأصيل والتجديد ومن خلال افرازاتهم الابداعية ..
الاتجاه الاول .. كان يتجه نحو الذات وتأصيل العمارة من مفهوم تقليدي نقلي أحيانا ومتطلع إلى تطوير الموروث للوصول إلى المعاصرة أحيانا اخرى ، بدأ ولو مرحليا على أيدي العديد من المعماريين الاجانب المستشرقين ، ولكنه انطلق في اتجاهات وحلقات متواترة في تتابع على ايدي رواد العمارة المصريين امثال مصطفى فهمي ومن قبله محمود فهمي ، و تعمق هذا الاتجاه لاحقاً على ايدي قطبي العمارة التقليدية المصرية رمسيس ويصا واصف وحسن فتحي ، و لم يقف عند هؤلاء بل اخذت تتسع حلقاته بعمق أحياناً ، وسطحية هزلية أحياناً أخرى حتى اليوم .
الاتجاه الثاني .. كان يتجه نحو تحديث الرؤى المعمارية في اطار تجديد الخطاب الحضاري المعاصر حينئذ وتفاعله مع روافد الحضارة الغربية الاوروبية وثقافاتها المتعددة ، و كانت لرحلات التنوير الثقافي وطلب العلم لجيل الرواد من المعماريين إلى اوروبا تأثيره المباشر على العمارة في مصر في الربع الاول من القرن العشرين فعاد الجميع وكل يحمل رؤيته وتطلعاته لتحديث الحركة المعمارية من خلال ما تعلمه وعاصره ومارسه هناك ، وكانت ابداعيات هؤلاء المعماريين هي حجر الزاوية و نقطة تحول للعمارة المعاصرة المصرية بالمفهوم السائد ، فعاد على لبيب جبر ومحمد شريف نعمان ومحمود رياض ومحمد رأفت ومحمود الحكيم من الذين أكملوا دراستهم في انجلترا وحملوا مشاعل التنوير والتغيير من وجهة نظرهم ، وعاصرهم الاخوين حسن ومصطفي شافعي واحمد شرمي واحمد صدقي … وآخرين من الذين أكملوا دراساتهم بمدرسة الفنون الجميلة بباريس وغيرها .
واستنفرت الحركة المعمارية والمعماريون الهمم في دفع مسيرة التطوير وتقليص الفجوة الحضارية مع الحادث ، لمواكبة تسارع حركة الحضارة بوعي ، وعاشت الحركة المعمارية حتى أواسط القرن العشرين زخم ثقافي مصدره التنوع في روافد الفكر ، دونما تصارع بل في تجاور يحمل الحد الادنى من التناغم ، واستمرت في تدافعها مع جيل المعماريين العائدين من روافد جديدة للحداثة حملها هناك امثال لوكوربويزيه و نقلها ومصرها رواد امثال سيد كريم العائد من دراسته في سويسرا ليشكل رافدا جديداً متطوراً مع آخرين بعد الحرب العالمية الثانية في نهاية الاربعينات ..
هكذا شهدت مصر على مدى أربعة عقود في الفترة ما بين الحرب العالمية الأولى ونهاية الحرب العالمية الثانية طرح جاد لقضية الهوية الثقافية والحضارية للعمارة في مصر ضمن الحركة الوطنية المصرية الشاملة ، وحققت الحركة المعمارية فورات وانتفاضات تقدمية أحياناً و تأصيلية وتقليدية احيانا اخرى ولكنها جميعاً كانت تبحث عن بلورة جديدة لوضع العمارة ضمن رواسم حضارة مجتمع جديد في عالمه الجديد .. وبغض النظر عن التقييم النقدي لتلك المحاولات ، وماحققته من نجاحات أو أصيبت به من فشل فهي تعبر بصدق عن متطلبات العصر والمجتمع ، بازدواجيته الثقافية والفكرية والاجتماعية
بين التقليدية والتحديث .. بين المنقول والمنظور
شكلت في مجموعها ملمحاً أساسياً في تاريخ الحركة المعمارية في القرن العشرين
متزامنة مع الحراك الوطني خلال النصف الأول من القرن
ونحدد حصر أولي للمعماريين المصريين ـ الجيل الأول للرواد ـ في النصف الأول من القرن العشرين والمتضمن لعدد خمسين معمارياً يمثلون هذه المرحلة كبداية لتأسيس أرشيف رقمي لتاريخ الحركة المعمارية خلال هذه المرحلة ، وهي قائمة قابلة للاضافة والزيادة ، وتشمل الرواد ..
- علي لبيب جبر
- مصطفى فهمي
- حسن و مصطفى شافعي
- محمود رياض
- انطوان نحاس
- شارل عيروط
- ألبير زنانيري
- ماكس أدرعي
- محمد رأفت
- رفعت شفيق
- ميخائيل موسى
- أنيس سراج الدين
- ألبير خوري
- ريموند انطونيوس
- محمد شريف نعمان
- ابو بكر خيرت
- حسن فتحي
- رمسيس ويصا واصف
- احمد شرمي
- السعيد ابراهيم الجندي
- عبد السلام درويش
- عبد الحميد محمد ابراهيم
- محمود الحكيم
- احمد صدقي
- سيد كريم
- فريد شافعي
- توفيق عبد الجواد
- نجيب استينو
- كمال اسماعيل
- اسماعيل مرعي
- صديق شهاب الدين
- ابراهيم فوزي
- احمد شاكر
- عوض كامل فهمي
- مصطفى نيازي
- محمد محي الدين
- صلاح زيتون
- مصطفى شوقي
- علي نصار
- يوسف شفيق
- يحي الزيني
- مصطفى رشدي
- محمد زكي الطويل
- عمرو عزبو
- فتحي عبد السلام حسن
- موريس عزيز دوس
- شاكر جرجس
- عبد الفتاح البنرزي
- عبد المجيد صالح
- علي الحريري
- السعيد ابراهيم الجندي
وخلال الأولوية الحالية لمشروعنا المستمر لبناء ارشيف رقمي ، حددنا في مركز طارق والي العمارة والتراث عشرة معماريين كبداية لرصد وتسجيل المتاح والممكن من معلومات ومشروعات ، يتبعها خطوات نستكمل بها المسئولية ، وهم ..
- مصطفي فهمي ..
- علي لبيب جبر ..
- محمد شريف نعمان ..
- محمود رياض ..
- حسن شافعي ومصطفى شافعي ..
- شارل عيروط ..
- ألبير زنانيري ..
- ابو بكر خيرت ..
- رمسيس ويصا واصف ..
هكذا فإن زمانيــــــــــــــات مصريـة .. ومنها مئة سنة عمارة ..
هو مشروع وطني ومعماري نرصد خلاله تراثنا المعماري المصري للمعماريين المصريين ، نسجل من خلاله تجاربهم وابداعاتهم ، دونما الخوض في تقييم المنتج المعماري ذاته أو حتى تصنيفه على انساق استشراقية أو تحليل قائم على أفكار ومواقف بعضها يضع التجربة والتاريخ في تبعية فكرية لمفهوم وثقافة غربية سواء بحسن نية أو بسوء نية …. لذلك نحن نرصد ونسجل ونوثق في هذه المرحلة بحيادية وتجرد وموضوعية دون تقييم أو وضع التجربة المعمارية ـ التي هي جزء من الصورة الوطنية الشاملة ـ في قوالب أو تحجيم دورها وتجزئة الصورة الكاملة للصحوة الوطنية ..
نحافظ على التراث في صورته الجامعة
نفهم هذا التراث في تكامله وتفاعله مع تنويعات الصورة على أختلاف مسارتها ومحافلها الفكرية
والابداعية الثقافية والمهنية والفنية .. السياسية والاقتصادية والاجتماعية
إنها
تجربة مجتمع في زمان معين
هي زمانيات مصرية
ومنها العمارة
نؤمن إنه لا يمكن فهم دور الرواد الوطنيين المصريين في بدايات القرن العشرين في كافة المجالات إلا
من خلال القراءة الصحيحة والجامعة لحال المجتمع وظروف عصر هؤلاء الرواد
نقوم بتصحيح مفاهيم خاطئة أو مغرضة بدعوى ” الزمن الجميل ” أو ” تحديث مصر ” …. وغيرها من
مقولات ظاهرهـــا براق وبــاطنها خداع
إن رواد الوطنية في القرن العشرين
كل في مجاله كان سبباً في خروج المجتمع والانسان المصري من حال إلى حال
لا نقصد هنا تقييم .. فهناك نجاحات وانجازات واخفاقات
المحصلة كانت لصالح التغيير
كانت محاولة تحديث حقيقية بدوافع مخلصة للوطن والمواطن
طارق والي
يونيــو 2015